لاشك ان الخط الفاصل بين كل من الشقاوة والذكاء والغباء خط رفيع جداً ، لذلك كان من المهم نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى للتشخيص والاكتشاف المبكر حتى لا يتم الخلط بين هذه المسميات ، حيث هناك تشابك وتجداخل بين النشاط الزائد وتنمية الذكاء والشقاوة المفرطة مابين الذكاء وقلة الانتباة ، مع مراعاة عدم تصنيف الاطفال اطلاقاً بانهم أقل ذكاءً من زملائهم أو ترديد كلمة انك غبى أمام الطفل ، حيث يؤكد اساتذة الطب النفسي باننا يجب ان نفرق بين الشقاوة العادية وبين فرط الحركة او الحركة الزائدة ، فالشقاوة بشكل عام مطلوبة في الطفل.
ولكن ينبغى ان نتعرف على أضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ؟ فهو مرتبط بالمسمى حيث يتعلق بوجود حركة زائدة عند الطفل مقارنة بأقرانه والأطفال من نفس العمر ، وكذلك وجود حالة من تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز على شيء محدد لفترة كافية لإنجازه مثل حل الواجبات المدرسية أو ربما لعب المكعبات قبل أن يصل الطفل إلى سن المدرسة ، ويشمل هذا الاضطراب عرضا ثالثا وهو الاندفاعية والتعجل لدى الطفل في تصرفه قبل أن يفكر.....وكل هذه الأعراض مجتمعة أو متفرقة تؤثر على أداء الطفل ونمو مهارته في حياته المنزلية , المدرسية و الاجتماعية ، وللعلم فان هذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات التي تم تناولها بالدراسة والبحث والمصنفة بشكل جيد فهو معروف و موصوف منذ أكثر من أربعين عاما وتطور فهمنا له مع الوقت تدريجيا بشكل كبير، والملاحظات التربوية تؤكد ان الشقاوة مرتبطة بالذكاء ، وكلما ارتفعت درجة الذكاء زادت الحركة والنشاط ، نشاط الطفل الخارج عن المألوف ، علامة مرضية ، فالطفل الذكي يميل الى حب الاستطلاع والمعرفة ، يلمس الاشياء ويرغب في فك وتركيب المركب منها للاستطلاع ورغبة في المعرفة يتجول هنا وهناك بحثا عن المعلومة واجابات الاسئلة التي تدور بذهنه ويحاول ان يفهم عالمه من خلالها ، اما الطفل الساكن الخامل الذي يجلس في مكانه دون شقاوة ولا يبدي حراكاً فهو قنبلة موقوته ستنفجر اجلا او عاجلا وهذا نوع من الاطفال نخاف منه ونخاف عليه ايضا فسلوكه هذا يؤكد اصابته (احيانا) باضطراب نفسي خطير مع مراعاة اساليب المعاملة الوالدية ، وحركة الطفل مرغوبة ويجب احترامها لذا لابد من توفير المساحة والمجال لتلك الحركة والنشاط خاصة في سنوات عمر الطفل الاولى بابعاد الاشياء الثمينة عن متناول يديه بدلا من كسرها وما يتلو هذا من كثرة المحاذير ، اما النوع الثاني المرضي من الحركة والتي لاتندرج تحت مسمى الشقاوة فهي فرط الحركة التي تشير (احيانا) الى اصابة في القشرة المخية مما يضعفها وبالتالي يضعف تأثيرها القوي المهدئ لنشاط المراكز تحت القشرية، فتكون حركة الطفل المصاب بفرط الحركة غير هادفة ولا معنى لها.
اسباب فرط الحركة
هناك اسباب وراثية واخرى اجتماعية تأتي بسبب زواج الاقارب او بسبب التأخر في لحظة الولادة او نتيجة متاعب او امراض في حوض الام وبعض حالات فرط الحركة يكون بسبب زيادة النشاط الكهربي في خلايا المخ ، وفرط الحركة او الشقاوة الزائدة نوعان:
الاول: يتبعه نقصا في الانتباه وعدم استيعاب للدروس فيعاني الطفل من مصاعب دراسية وهذا يحتاج الى علاج مكثف ومتخصصين مؤهلين للتعامل مع هذه الحالات.
الثاني: لايصحبه فقد للانتباه ويمكن علاجه عن طريق معرفة نوع الطعام الذي يتناوله الطفل والتقليل من الانواع التي تحتوي على الجلاتين والملونات والاضافات المميزة للطعم.
والفرق بين الطفل المشاغب والذي يعاني من فرط الحركة يتضح بعد استشارة الطبيب النفسي المعالج.
ويرى البعض ان الشقاوة الزائدة تكون احياناً مجرد رسالة من الطفل لابويه يقول من خلالها (انا موجود) اهتموا بي ولا تتركوني وحدي وقتا طويلا ، وهذه الحالة تأتي عندما يكون الطفل ضحية لصراعات داخل الاسرة والعلاج يكون بالمتابعة النفسية من الاسرة كلها ومنح الطفل الكثير من الحب والاهتمام الحقيقي وليس الاهتمام القاصر على حالته المرضية.
مظاهر اخرى للشقاوة الزائدة :
عندما يكون الطفل سريع الحركة غير مستقر فاقدا للانتباه والادراك لما يفعل مما قد يؤذيه او قد يؤذي المحيطين به وهنا يصاحبه بالتأكيد عدم تحصيل دراسي وهذه الحالة ليست شقاوة اطفال كما يدعي البعض او نوعا من الغباء بدليل ان اختبارات الذكاء تؤكد على نسبة الذكاء العالية.
الواقع ان هذه المظاهر والسلوكيات تعكس حالة زيادة توتر في القشرة المخية وهي التي تؤدي الى كل هذه التوترات.
ولا داعي لتبادل عمليات الاسقاطات النفسية بين الاهل مرجعين اسباب الشقاوة للتدليل او فرط الحماية او العنف او القسوة من جانب احد الوالدين فهي تبريرات خاطئة.
والعلاج بالعرض على الاطباء المتخصصين في مجال الطب النفسي لعمل بطاقة تخطيط للمخ عن طريق جهاز رسم المخ مع الفحص الاكلينيكي للحالة والبحث النفسي الموجه للاسرة دراسة الحالة: وهذا يساعد على وصف العلاج الدوائي ـ مجرد اقراص ـ مما يساعد على استقرار التوتر وعودة الطفل الى الحالة الطبيعية في المنزل والمدرسة.
وهناك جانب اخر من الاطباء النفسيين يرون ان هناك احتمالا كبيرا لاصابة عضوية لخلايا المخ (حادثة او سقوط من مكان عال او اصابة بالحمى او الحمى الشوكية وكلها تؤدي الى اصابة في خلايا المخ وتؤدي الى زيادة نشاط الطفل الحركي).
ويؤكدون على ضرورة الآتي: